أكد سماحة حجة الاسلام السيد علي الخميني حفيد الامام الخميني(رض) على ضرورة اليقظة التامة بين الشعب والمسؤولين في هذه الظروف الحساسة، وقال: "ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى هو وحدة الكلمة والمجتمع على أرضية مشتركة بين جميع الإيرانيين".
في عشية ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء (س) وميلاد الإمام الخميني (رض) ألقى حجة الإسلام والمسلمين السيد علي الخميني كلمة في حفل أقيم في منزل الإمام الخميني (رض) في النجف الأشرف.
فقد قال في هذه المراسم، في إشارة إلى عنصر "الديناميكية" في فكر الإمام الخميني وأفعاله: "عندما ننظر إلى حياة الإمام الخميني، فإن أحد أكثر العناصر في أفعاله وآرائه هو "عنصر الديناميكية."
وواصل السيد علي الخميني حديثه مشيراً إلى الجانب الآخر من ديناميكية الفكر، مضيفاً: عندما تدخل ديناميكية الفكر حيز التنفيذ، يولد مفهوم "المرونة النشطة".
المرونة النشطة تعني التكيف مع العالم الجديد والظروف الجديدة، ولكن ليس بطريقة تجعل الظروف تجعل الفرد سلبياً وتفرض نفسها عليه، بل بمعنى أن يفهم الإنسان أنه مع تغير الظروف يجب عليه أن يتغير ولا يصر على سياسات الماضي.
وتابع السيد علي الخميني بالإشارة إلى حالات المرونة النشطة في حياة الإمام الخميني العملية: "منذ بداية الحركة لم يتوقف الإمام قط، وحتى مع نفيه من قم، فقد قاد الحركة في تركيا ثم بنشاط في إيران". وعندما أدرك أنه لا يستطيع مواصلة نشاطه في العراق لم يتردد لحظة وغادر العراق إلى الكويت ثم إلى فرنسا. ولم يكن سلبيا في مواجهة الظروف المختلفة.
لقد كان الإمام يضع مصالح النظام والشعب في المقام الأول، وفي نظره فإن الحرب والسلام مرتبطان بالمصالح والظروف.
وأضاف: "إن ذروة التسامح الفعال في حياة الإمام الراحل تتمثل في قصة قبول القرار". والذين هم على دراية بالوضع يعرفون، بل إن بعضهم قال وكتب، أنه منذ أن قرر الإمام أن الحرب يجب أن تتوقف حتى صدور القرار لم يستغرق الأمر 24 ساعة!
وهذا يدل على العظمة الوجودية والنشاط في فكر الإمام وأعماله. لأن مصلحة النظام والشعب كانت ذات أهمية كبرى عند الإمام، وكانت الحرب والسلام في نظره مرتبطين بالمصالح والظروف.
نتمنى للشعب السوري الاستقرار والاستقلال، والسلام والهدوء لكل المنطقة، لكن المعادلات الإقليمية لا تعكس ذلك!
وأضاف السيد علي الخميني في إشارة إلى الظروف الحساسة والخطيرة للغاية في المنطقة، بما في ذلك الأحداث الأخيرة في سوريا والتقارير الصادرة عن المسؤولين العراقيين بشأن تنشيط خلايا داعش، والجرائم الصارخة للكيان الصهيوني المحتل، والوضع الغامض في سياسة الحكومة الأميركية المستقبلية: نحن نتمنى للشعب السوري الاستقرار والاستقلال والسلام والهدوء للمنطقة كلها، لكن المعادلات الإقليمية لا تعكس ذلك!