في الساعة الخامسة وخمس عشرة دقيقة من صباح يوم الثالث عشر من آبان 1343 شمسي، استقبل مطار مهرآباد ضيفاً كبيراً كان على موعد مع هجرة سوف تستغرق عدة سنين.. الامام الخميني الذي كان قد تم اعتقاله على أيدي رجال شرطة قم وعناصر السافاك، نقل مباشرة الى المطار ومن هناك نفي الى انقرة ليستقر بعد فترة في مدينة بورسا التركية. وقد تم اختيار بورسا مكاناً لمنفاه نظراً لأنها مدينة غير معروفة بالنسبة للايرانيين، و بالتالي انعدام امكانية تواصل الامام مع فئات الشعب. وبهذا النحو استغرقت إقامة سماحته الاجبارية في تركيا أحد عشر شهراً.
مدينة بورسا هي في الحقيقة مركز محافظة تحمل الاسم نفسه و تقع وسط تركيا على ساحل بحر مرمره على بعد 70 كيلومتراً جنوب غربي اسطنبول. ويفيد احصاء عام 2007 أن محافظة بورسا تأتي في المرتبة الرابعة من بين المحافظات التركية من ناحية تعداد السكان. و يحد بورسا من الشمال بحر مرمره ويالوا، ومن الشمال الشرقي اسطنبول وساكاريا، ومن الشرق بيله جيك، ومن الجنوب كوتاهيه، و يحدها بحر البلطيق الشهير من الغرب. اسم هذه المدينة التي تمتاز بعراقتها التاريخية، مشتق من اسم بروسا اليوناني، وتذكر في المراجع العربية والايرانية والاسلامية باسم (بورصه).
يطغى الجانب الصناعي على المدينة، ونظراً لموقعها الجغرافي حيث تحاط من جهة بسهول جبل الوداغ ومن جهة أخرى بسواحل بحر مرمرة، تمتاز بسحرها الخلاب، ونظراً لإحتوائها على عدد كبير من المتنزهات والاراضي الخضراء تسمى احياناً بـ(بورسا الخضراء).