كيف وصف الامام الخميني سبيل استيفاء حقوق الشعب في الحكومة الاسلامية؟

كيف وصف الامام الخميني سبيل استيفاء حقوق الشعب في الحكومة الاسلامية؟

انطلاقاً من نظرة الاسلام، وخاصة الكتاب الذي ارتكزعليه الأسلام، وهو القرآن الكريم، فان الناس كلّهم سواسية امام الله تبارك و تعالى، ولاسيّما من حيث الاعتقاد التوحيدي.

انطلاقاً من نظرة الاسلام، وخاصة الكتاب الذي ارتكزعليه الأسلام، وهو القرآن الكريم، فان الناس كلّهم سواسية امام الله تبارك و تعالى، ولاسيّما من حيث الاعتقاد التوحيدي.. وقد نظر سماحة الامام الخميني(قدس سره) الى ذلك، نظرة متفحّص وخبيرومعتقد بما انزله الله عز وجل،فكانت الاقليات الدينية في ايران محط نظره، وكانت حقوقها كذلك. قال سماحته(قدس سره):
على الجميع شيعة وسنة واقليات دينية، ان يخرجوا غدا ويدلوا باصواتهم لانقاذ بلدهم من ورطتها وتعاستها. ان الجميع شركاء في الحقوق، وسيحصلون على حقوقهم.
الاقليات الدينية يحظى باحترام خاص في الإسلام، لها حقوق خاصة، هذه الحقوق ستعود إليهم وهم احرار في ممارسة طقوسهم الدينية وفي اعطاء اصواتهم لمن يمثلونهم. الجميع احرار.
أما ما يبثه البعض بينكم من ان علماء الدين يريدون حجب حقوقكم عنكم، فأعلموا ان ما يفعلوه انما هو خيانة لشعبنا، فعلماء الدين في طليعة من يحترمون حقوقكم، علماء الدين تابعون‏ للقرآن والإسلام، والقرآن والإسلام ينظران اليكم باحترام خاص ويعتبروكم أخوة، فكونوا معنا وكونوا مع شعبكم وكفوا عن التقاتل وكفوا عن التفرقة، كونوا مع قوى الأمن وقوى الشعب واجهزة الحكومة، وادعموا حكومتكم، فالحكومة حكومة اسلامية، والجيش جيش اسلامي، فلتكن لكم رفقة مع جيشكم، الجيش في خدمتكم، والحكومة في خدمتكم وانا في خدمتكم.
اسأل الله تعالى ان يمنّ عليكم جميعا بالسعادة من أي طبقة من هذا الشعب المجيد كنتم. وان يحرركم يا ابناء الشعب المجيد من نير التعسف والقهر.
علينا جميعا ان نحفظ هذه الثورة، ولو انكم اهملتم واجبكم في التصويت، فانني اخشى ان تعود الامور الى سابق عهدها. لو انكم اصغيتم الى اولئك الذين يبثون الفرقة والاختلاف فانني اخشى ان تعود الاوضاع السابقة بشكل آخر ونبتلى مرة اخرى بما كنا نخشاه.
عملاء امريكا باقنعة يسارية
ايها الاخوة! ايها الاعزاء! كفوا عن التفرقة، لا تصغوا للمنحرفين، فهؤلاء عملاء امريكا بأقنعة يسارية. انهم يريدون ان يعطوا ثرواتنا لامريكا، انهم يريدون اعادة الاوضاع السابقة بشكل آخر. ولو انهم كانوا يرون للشعب قيمة ما، لو انهم مخلصون لهذا الشعب، فلماذا يبثون الفرقة بين الناس في حين ان الشعب الآن نهض بأسره ويتطلع للادلاء برأيه لصالح الجمهورية الاسلامية التي ستصلح كافة الأمور؟.
في السابق كانوا يقولون ان الكبت والقمع حاكم على البلاد، واننا نعارض الاستبداد ونعمل من أجل الشعب، كانوا يقولون بأن البلاد فيها اجانب ونحن نعارض الاجانب ونعمل من أجل الشعب. ولكن لا يوجد الآن لا كبت ولا اجانب، انكم تواجهون شعبا يسعى بأسره لتحقيق أمر واحد فلتكونوا انتم معه، اذا كنتم حقا تريدون صالح الشعب فلتكونوا مع الشعب، واذا لم تكونوا معه فسيتبين انكم لا تريدون صالح الشعب وانكم تنشدون بث الفرقة لاعادة سلطة الاجانب علينا.

استيفاء حقوق الشعب في الحكومة الاسلامية
أما ما يبثه البعض بين الناس من ان الإسلام لا يعطي للنساء حقوقها وأن الأمور ستصبح كذا وكذا بعد الاستفتاء، فهؤلاء ايضا هم جزء من اولئك، هم عملاء للاجانب، عملاء الاجانب يحاولون الفصل بين ابناء شعبنا بأشكال مختلفة ولا يريدون لهذا الاستفتاء ان يتم ولعلهم يأملون ببقاء النظام الملكي أو بمجيئ نظام آخر.
على اية حال ان الإسلام يحفظ حقوق النساء مثلما يحفظ حقوق الرجال، بل لعل الإسلام أولى النساء عناية أكبر من الرجال، لقد حرص الاسلام على حقوق النساء اكثر من حرصه على حقوق الرجال، ان للنساء حق التصويت، وما يقول به الاسلام للنساء اكثر بكثير مما يقوله الغرب لهن، للنساء حق التصويت، حق الانتخاب، حق الترشيح كل ذلك موجود، لهن الحرية في اختيار العمل الذي يرغبن به، طبعا هناك محدوديات في الشرع لمصالح معينة، فعلى الرجال مثلا محدوديات معينة، أي ان الاسلام وفي المواطن التي تؤدي الى افساد الرجل فانه يمنعه من لعب القمار مثلا أو شرب الخمرة أو تعاطي الهيروئين لما في ذلك من مفاسد.
على الجميع محدوديات معينة شرعية وإلهية. وهذه المحدوديات هي من أجل صلاح المجتمع، فالاسلام لا يحدد الأمور النافعة للمجتمع.
انني أعدكم بان الجميع سيكونوا احراراً في ظل الحكومة الإسلامية وسيحصل الجميع على حقوقهم المشروعة. وان ما يثيره هؤلاء الآن وقبل بدء الاستفتاء الشعبي وما يعكفون عليه، كلها امور تصب لصالح الأجانب، فتعالوا لانقاذ بلادكم.
لنذهب جميعا في الغد الى مراكز الاقتراع. انا شخصيا سأذهب الى مركز الاقتراع وأدلي بصوتي. لننطلق جميعا الى الامام لاقامة بلد حر يعود لنا جميعاً. مستقل!.


صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 345 الي337

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء